فتوى تحريم المشاركة في الانتخابات في الجنوب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد واله وصحبه وسلم

وبعد

قد علم القاصي والداني ما نمر به في ارض الجنوب من معاناة واحتلال ،ومما يدور في ساحتنا وساحة الجمهورية العربية اليمنية هذه الأيام ما يسمونه بالانتخابات المزعومة فقد وجب شرعا توضيح رأي الشرع  في هذا الأمر ومن باب تأدية الأمانة والنصح فقد قامت لجنة الإرشاد والتوعية في المجلس ألتنسيقي للمكونات الشبابية الجنوبية بنشر فتوى علماء الدين الجنوبيين حفظهم الله تعالى في ما يخص انتخابات الرئاسة اليمنية المزمع اجراءها في 21 فبراير 2012م .

 

                                  إليكم نص الفـــتوى

الحمد لله وحده وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبد ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد ،

فالحاكم يؤاخذ على ما يفعله من الظلم والعدوان ويفرط فيه من حقوق الناس ، والمتولي لولاية المسلمين العامة إذا كان لا يمكنه أداء واجباته تجاه الأمة كان ذلك مستلزماً لأمره ونهيه والاعتراض على سياساته المخالفة لشرع الله ، فإنما الطاعة في المعروف ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

وقد أعطى الله الحق للأمة في أخذ الرأي واستشارتها في أمر الحكم والسياسة ، وذلك الأمر اوكد ما يكون عند التنازع والاختلاف كما قال الله تعالى :

" فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم ألآخر ، ذلك خير وأحسن تأويلا "[النساء -59].

 

وقد أمر الله سبحانه وتعالى مشاورة الأمة واستشارتها في أمر الحكم والسياسة والرياسة فقال تعالى :

" وشاورهم في الأمر " [آل عمران /159] .

وقال تعالى" وأمرهم شورى بينهم " [الشورى 38] .

 

كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى في مجموع الفتاوى ج20/ص54 " السلطان يؤاخذ على ما يفعله من العدوان ويفرط فيه من الحقوق مع التمكن " .

 

وغير خاف على احد ، أن بقايا نظام حزب المؤتمر الشعبي العام لازالوا يمسكون بمفاصل الدولة في المؤسستين العسكرية والأمنية وان حكومة الوفاق الوطني قد قبلت بالحكم مناصفة مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ألحق الضرر العام بالأنفس والأموال والإعراض ، ناهيك عن تسببه للشلل العام في كل ميادين الحياة العامة ، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ، وغلاء الأسعار وانعدام الغاز والارتفاع الجنوني الذي ليس له ما يسوغه في المشتقات النفطية وترد  في الخدمات العامة كالكهرباء والمياه والخدمات الصحية والمرافق التعليمية  وظهور ملامح الانهيار الاقتصادي الذي بات واضحاً للعيان . ولا شك أن ما قامت به حكومة الوفاق الوطني يعد  خيانة للأمانة كما قال الله تعالى : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " [النساء /58] .

 

وقال تعالى :

 " يا أيها الذين امنوا لا تـخونوا الله والرسول وتـخونوا أمانتكم وانتم تعلمون " [الأنفال /27] .

 

والأمانة هي كل ما يؤتمن عليه الإنسان من أمر ونهي وشأن من دين ودنيا .

 

ولما كان الاستفتاء والإدلاء بالصوت أمانه ، فأن العلماء يفتون بعدم شرعية انتخابات الرئاسة في 21 فبراير 2012م ، وانه لا يجوز شرعا المشاركة في تلك الانتخابات ، وان أطراف سلطة الوفاق الوطني في تيار اللقاء المشترك قد انقلبوا على أهداف ثورة التغيير وتحايلوا عليها بتوقيعهم على المبادرة الخليجية وانفرادهم  بها  دون غيرهم من مكونات الثورة السلمية ، وكذلك تجاهلهم للقضية الجنوبية وحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم  .

 

فالمشاركة في هذه الانتخابات ، إلى جانب كونه خيانة للأمانة ، فهو أيضا يعطي الشرعية لمن تنكروا لإرادة شعبهم في تغيير النظام الاستبدادي الجائر واجتثاثه من جذوره .

 

فالواجب على الجميع مقاطعة هذه الانتخابات ورفضها .

 

وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم  .